الأربعاء، ١ يوليو ٢٠٠٩

يناقش فيلم "ازدواج ـ duplicity" قسوة رأس المال

نشر على جريدة الوسط الكويتية


لم تعد حدود الملكية الفكرية مقصورة على حماية أي منتج من إعادة نسخ ما ليس هو ملكاً لك بالأساس أو حتى إعادة تصنيعه بتكلفة بخسة، بل تجاوزت القرصنة ذلك بكثير ووصلت لحد القرصنة على الأفكار قبل أن ترى النور وتتحول إلى منتج، كيف تستطيع سرقة ابتكار أو معادلة كيميائية تمنحك القدرة على تصنيع سلعة تغزو به الأسواق العالمية؟ وكيف أصبحت سوق القرصنة الفكرية أكثر ربحا؟ ومن الممكن أن تدر عليك الملايين أكثر من أن تعمل كعميل استخباراتي في وكالة المخابرات الأميركية الـ «CIA» أو جهاز المخابرات البريطانية الـ «m16» مثلا.

يشير الناقد السينمائي الشاب وليد الزهيري إلى إن هذا هو الإطار العام الذي يدور حوله فيلم « duplicity» للمخرج توني غيلروي « Tony Gilroy» بطولة جوليا روبرتس «Julia Roberts» و كلايف أوين «Clive Owen» حيث يلتقي عميل المخابرات البريطانية «M16» راي كوفال «أوين» بعميلة المخابرات الأميركية «CIA» كلير ستينويك «روبرتس» في مدينة دبي ثم تنشأ بينهما علاقة عاطفية يتبعها مشهد حميم منتهيا بانتصار في هذه الجولة للمخابرات الأميركية كعادة السينما الأميركية.

تجمعهما الأحداث مجددا ويتفقان على ترك العمل الاستخباراتي سعيا وراء تحقيق ثروة أكبر من خلال عمل كل منهما في الجهاز الأمني بشركة منافسة للأخرى في مجال الصناعات الكميائية في نيويورك، ترتفع وتيرة الأحداث من خلال سعي كل شركة في سحق الأخرى في صراع مثير حول معادلة كيميائية ـ تكون هي محور الفيلم ـ تحقق أرباحًا وهمية إذا ما نزلت الأسواق، جديرًا بالذكر أنه تم خلال الفيلم الإشارة إلى بعض العواصم العربية حيث تمت بها عدة عمليات استخباراتية وكأن أسماء هذه المدن أوراق «كوتشينة» يقوم كل خصم بحرقها للاعب الآخر.

ويقول الزهيري: إن الأداء التمثيلي لبطلة الفيلم جوليا روبرتس جاء متوسطا في نطاق فيلم ينتمي لسينما التشويق والإثارة وقد سبقته خلال السنوات القليلة الفائتة مشاركات لها على استحياء في أدوار ثانوية من خلال فيلم «Ocean’sTwelve» وفيلم «Charlie Wilson’s War»، إلا أن بطولتها الصريحة السابقة كانت منذ خمس سنوات في فيلم «Closure» والذي شاركها البطولة فيه أيضا أوين وبدا الانسجام واضحا عليهما في فيلمهما هذا.

وقدم الممثل بول جيمتاي «Paul Giamatti» شخصية «ريتشارد جارسيك» الثرية بالانفعالات التي تثير تعاطفك أحيانا معها ويقنعك بأن ما يقوم به هو عمل شريف من وجهة نظره وأن له مبرراته في ذلك وفي مشهده الأخير خلال مؤتمر صحافي للمساهمين في شركته، وداخل كواليس المؤتمر قبل ظهوره تتسلط عليه أضواء حمراء متباينة بزاوية تظهر الجانب الشرير في شخصيته بعد أن ظفر بما كان يسعى إليه، وقد يكون «جيمتاي» صاحب الأداء الأبرز في هذا الفيلم بالرغم من أن دوره يندرج تحت طائفة الأدوار المساعدة.وجاءت الموسيقى التصويرية للمؤلف جيمس هاورد « James Newton Howard» مؤثرة في سير الأحداث لتضيف لها عمقا يساند البناء الدرامي القائم على الحيل، ولا تستطيع أن تتجاهلها كإحدى ركائز هذا العمل الفني وقد برزت أهمية دورها في أول مشهد بين العملاقين الاقتصاديين المتنافسين «بول جيمتاي » الممثل«توم ويلكينسون» في مشهد مثير تتألق فيه موسيقى هاورد المواكبة لسياق أفلام الجاسوسية.

ويعتبر هذا الفيلم التجربة الثانية للمخرج توني غيلوري بعد فيلمه الأول مايكل كلايتون « Michael Clayton» فهو كاتب سيناريو انتقل إلى مصاف المخرجين، إذ إن بداخل كل سيناريست مخرجاً صامتاً يحرك الممثلين والأحداث على الورق، وغالبا عندما يتحول السيناريست إلى مخرج نرى عملا جيدا جديراً بالمشاهدة، لذا نرى براعته في سيناريو قائم على الحبكة الدرامية إذ إن بداية أحداث الفيلم تأتي قبل النهاية بأمتار قليلة ويعود بنا السيناريو خلال فترات زمنية سابقة ثم يتدرج صعودًا إلى اللحظة التي نحن فيها الآن ويتجاوزها بمفاجأة صارخة من خلال حيل مثيرة مقدمة بشكل ذكي، ولا بد أن نكون يقظين حتى لا يفلت منا إيقاع الفيلم وهذا ما يحسب للعمل، عندما نصل لنقطة النهاية في هذا السباق المتلاحق نصاب بالذهول نفسه الذي أصاب أبطال الفيلم من وقع النهاية علينا كمتلقين.

ويختتم الزهيري بأن هناك مشهدا في بدايات الفيلم يتمتع بلغة سينمائية عالية لمبنى المؤسسة الشاهق على يمين الكادر والذي تدور به عمليات التخابر والتجسس ويسار الكادر لافتة مرورية (طريق اتجاه واحد «one way» ) حيث إن من يسلك هذا الطريق لا يستطيع العودة.

الاثنين، ١١ مايو ٢٠٠٩

"crossing over فيلم "العبور

تم نشر هذا الموضوع على موقع محيط
-----------------------------------


إما أن تكون أمريكياً أو لا تكون أي شيء
فيلم "العبور " يسلط الضوء على معاناة عشاق الحلم الأمريكي

الفن أونلاين - وليد الزهيري

يتناول فيلم "العبور " للمخرج وين كرامر ثلاثة شخصيات يجمعهم طبيعة عملهم في مركز توقيف الملاحقين لمخالفتهم قوانين الإقامة بالولايات المتحدة الأمريكية، "ماكس" هاريسون فورد و"دينيس" أشلي جاد و"حميد" كليف كيرتس

لا يعتمد الفيلم على الحبكة الدرامية من خلال "البداية والوسط والنهاية" بقدر ما هو قائم على مجموعة من التفاصيل لقصص قصيرة تتقاطع فيما بينها من خلال علاقتها بالشخصيات الرئيسية الثلاث وعلاقتهم بالمأساة الإنسانية التي تعترض طريقهم لتنحت ملامح شخصياتهم تاركة تلك التجاعيد على وجوههم ، إنه الحلم الأمريكي الذي تتحقق من خلاله كل الطموحات أو تنهار على أعتاب فشله كل الآمال.

يقوم "ماكس" في بداية الفيلم بمهمة كُلف بها كشرطي يلاحق المخالفين لشروط الإقامة في أحد مصانع الملابس وتبدو على ملامحه علامات الأسى والإشفاق على هؤلاء المخالفين من المصير الذي سيلاقونه فور القبض عليهم ومن بينهم فتاة مكسيكية تتوسل إليه أن يعاونها في إعادة طفلها إلى ذويها في المكسيك وتصبح هذه هي قضية ماكس بعد ذلك.

تقيم "دينيس" مع زوجها "كول" راي ليوتا الموظف المرتشي صاحب العلاقة المريبة مع فتاة أسترالية يبتزها لكي يمنحها إقامة غير شرعية بالولايات المتحدة الأمريكية وفي نفس الوقت لها علاقة أخرى بشاب يهودي ملحد يحاول جاهداً أن يحفظ تعاليم دينه وكيفية أداء صلواته حتى ينال عمل مرموق، ترتدي "دينيس" قلادة ذهبية أيقونتها قارة إفريقيا والتي سيكون لها دلالة في نهاية الأحداث، نرى نفس ملامح الآسي التي كانت على وجه "ماكس" أثناء ملاحقته للمخالفين تبدو جاثمة على وجهها وهي تقوم باقتحام منزل "تسليما" ـ الممثلة سعودية الأصل سمر بيشيل ـ فتاة مسلمة من أسرة بنجلاديشية وأسرتها مكونة من أب وأم وابنتين وأبن إذ لا تنطبق قوانين الإقامة عليها، تتطور الأحداث وصولاً إلى مشهد بالمطار يتعرض لحالتين مختلفتين من المغادرة الإجبارية للفتاة الأسترالية و"تسليما" مع الأم دون وداع الأب لكي لا يلاحق مثل أبنته مودعين بعضهما في صمت بأداء تمثيلي يبقى عالقاً في الأذهان طويلاً.

يعمل "حميد" المسلم ذو الأصول الأسيوية شرطياً مع "ماكس" ومقيم مع أسرته ووالده الذي سيحصل على الجنسية الأمريكية قريباً ولديه أخت محور اشمئزاز أفراد الأسرة جميعها نتيجة لعلاقتها المشينة مع عشيقها مثيرة بذلك قضية الشرف المسلوب للعائلة من منظور إسلامي ولكن بأعين أمريكية، تتكشف تطورات وأبعاد هذه العلاقة من خلال مشهد مراسم أداء الأب قسم الولاء للولايات المتحدة الأمريكية بعد منحه الجنسية هو وآخرين.

يبتعد الفيلم كثيراً عن سمات السينما الأمريكية من حيث ضخامة الإنتاج والإبهار البصري والسمعي معتمداً في المقام الأول على الأداء التمثيلي لأدوار تم كتباتها بعناية فائقة لتشريح ملامح شخصيات هذه الفئة من المهاجرين سعياً خلف الحلم الذي يداعب مخيلاتهم ومن يتعامل معهم في سيناريو جيد كتبه مخرج الفيلم وين كرامر المولود في جنوب إفريقيا 1965 ،ويعد من المخرجين المنتمين لمدرسة "سينما المؤلف" التي تعتمد على كتابة سيناريوهات أفلام مخرجيها والذي قدم خمسة أفلام كتبها وأخرجها منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي حتى الآن، يعد فيلمنا هذا وثيقة سينمائية تسلط الضوء على تفاصيل صغيرة لصورة أكبر وأعمق تؤرخ معاناة لحظات المخاض بين النجاح والفشل لمن يعشقون الحلم الأمريكي … فإما أن أتكون أمريكياً أو لا تكون أي شيء.

تتواكب كادرات كاميرا تصوير الفيلم مع أحداثه إذ قدمت عدة مشاهد خارجية عامة على مدار الفيلم مستخدماًَ زاوية "عين الطائر" من أعلى المدينة مستعرضة تقاطع طرقها وجسورها ولا تستطيع أن تعرف أين البدايات أو النهايات تلتقي أحياناً وتتوازى أحيان أخرى مكونة شبكة عنكبوتيه من علاقات الأشخاص الذي يسيرون على هذه الطرق يومياً وهذا ما يفسر "قفيش " الفيلم المكون من صورة لشبكة الطرق والجسور هذه بعضها مظلل بخطوط حمراء والآخر بخطوط بيضاء في إشارة إلى من مسموح لهم بالعبور ومن يحظر عليهم البقاء في الولايات المتحدة، حركة الكاميرا في المشاهد الداخلية هادئة تعتمد على كادرات "كلوز" و"كلوز أب" لإظهار وقع المعاناة على الملاحقين ومن يلاحقهم.

ينتهي الفيلم من حيث بدأنا بمشهد اقتحام أحد المصانع لملاحقة المخالفين لقوانين الإقامة في حركة بطيئة لماكس تعكس مدى تململه من هذه الملهاة الإنسانية، يتبعه بعد ذلك مشهد عام لمنفذ حدودي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك حيث تقف عشرات السيارات تحمل داخلها مئات الحكايا في انتظار السماح لهم بالعبور لتبدأ رحلة المعاناة مجدداً … ولكن في صور أشخاص آخرين.

يا نور جديد


يا نور جديد في يوم سعيد
ده عيد ميلادك أحلى عيد

يوم ما إتولدتي البدر قال يا حسنها
اغيب أنا و هي تنور مطرحي
والشمس مالت مالخجل في برجها
غنت يا دنيا بنورها غني و أفرحي
الطير صدح سبح بقدرة ربنا
ومن الفرح غنى وقال يا سعدنا
الورد فتح في عيد ميلادك
عالحسن صبح في عيد ميلادك

فين سحر بابل !! جنب سحرك يا عيون
وفين سهام الحب !! جنبك يا جفون
ياللي بقوامك إنتي أخجلتي الغصون
لو تطلبي روحي فدى … روحي تهون
قولي إنت ايه؟
أنا عبد خاضع للجمال
و جاي ليه؟
جيت لما قلبي إليكي مال
أطلب رضاكي في عيد ميلادك
وأقطف بهاكي في عيد ميلادك

يا نور جديد في يوم سعيد
(: ده عيد ميلادك أحلى عيد

أحتفل اليوم بميلاد هذه المدونة الجديدة وتدشينها ـ حلوة تدشينها دي ـ المهم، جاء في تعليق سولي 88 على بوست فيلم "عمارة يعقوبيان" اقتراح بإنشاء مدونة خاصة بالسينما وفي ذلك الوقت ترددت في تنفيذ الفكرة لما يحتاجه هذا الأمر من جهد ، وبقيت الفكرة تراودني بين الحين والأخر، وبعد ما تم نشر لي عدة مواضيع في النقد السينمائي والحمد لله وازدياد نشاطي في هذا الجانب ، عادت فكرة إنشاء مدونة خاصة بالسينما تلح علي مجدداً

وبحمد لله وتوفيقه أنشأت مدونة متخصصة في السينما واسمها فرض علي جهود كبيرة في البحث عن النموذج المناسب لها مثل المدونين جميعاً عندما يكون أحدنا بصدد إنشاء مدونة جديدة إلى إن وفقت في اختياره ، وتلك كانت لحظات المخاض لهذه المدونة السينمائية وأتمنى أن تحوز على إعجابكم مثلما نالت "عارفة … مش عارف ليه !!!" وأن يكون محتواها السينمائي مفيد وذا قيمة لنا جميعا، فالتدوين عمل إيجابي بين المدونين جميعاً وهي علاقة أشبه بعلاقة الممثل المسرحي بجمهوره قائمة على الفعل ورد الفعل هكذا التدوين

يقوم المدون بنشر موضوعه ويأتي بعد ذلك دور المتلقين من خلال ردود أفعالهم بين الإيجاب والسلب والمهم في ذلك هو إيجابية العلاقة وهذه التعليقات تثري الموضوع وتضيف له ولهذا فكلنا شركاء في أي مدونة وبمجرد نشر أي موضوع فيها لم يعد ملك لكاتبه وأنه فقط شريك فيه مع قراءه ومن علق عليه وترك جزء من جهده للمساهمة في نجاح الموضوع والمدونة ككل لذا فنحن جميعاً ملاك كل المدونات التي نعرفها … حتى وإن كان بشكل ضمني

Cine Tulip لماذا

هناك قاسم مشترك بين زهرة التيوليب والسينما … أنه الخيال، فالسينما تأخذك إلى عالم خارج حدود أرض الواقع محلقة بك وتمنحك أجنحة تذهب بها بعيداً إلى عوالم مالم تكن تدركها دونها، وقد نجح علماء اللغة العربية عندما أطلقوا عليها "دار الخيالة" فإن السينما هي ما يحمله هذا المصطلح من معنى

التيوليب … ليست مجرد زهرة فعندما تغمض عينيك وتتلمس أوراقها جفونك المغمضة تشعر وكأنك مثلما قال صلاح جاهين "تلقى حتى الضلمة بمبي" وبالرغم تأثيرها الطاغي إلا أنها أضعف ما يكون تحتاج لعنايتك القصوى لرقتها وعذوبتها و الرفق بها كلما دنوت منها، إنها زهرة التيوليب ذلك العالم المخملي الذي يأسرك دون أن تحتاج إلى شاشة بيضاء تشاهد عليها خيالك

هكذا رأيت العلاقة بين التيوليب والسينما، فالأخيرة تحتاج لأدوات كي تأخذك إلى عالمها … أما التيوليب لا تحتاج إلى كل ذلك لأنها … الخيال في حد ذاته

All Rights Reserved © Cine Tulip - 2009

Cine Tulip © 2008. Template by Dicas Blogger.

TOPO